جدليةُ الأنا والآخر (الأصولُ والمفهومُ والنظرية)

المؤلفون

  • أ. د. شريف بشير أحمد

DOI:

https://doi.org/10.47831/mjh.v1iخاص/الجزء%20الثاني.177

الملخص

جسَّدتْ علاقةُ الأنا بالآخرِ جدليةَ الصِّراعِ الماديِّ والمعنويِّ بين الإنسانِ والإنسان، وبين فلسفةِ الفكرِ ومنظومةِ المرجعيةِ الثقافيةِ في الواقعِ والوجودِ، وتحوَّلتْ منَ الثنائيةِ إلى بناءِ الكينونةِ الذاتيةِ، وتقويضِ الآخرِ؛ ثم أصبحت العلاقةُ بينهما موضوعًا مُتباينًا بأدبياتٍ مُختلفةٍ، ومُؤثِّراتٍ فكريةٍ تستلزمُ دراسةً نقديةً واعيةً تستندُ إلى مرجعيةٍ فلسفيةٍ، و مُهيِّجاتٍ نفسيةٍ ، وسياقاتٍ أدبيةٍ بآفاقٍ وجوديةٍ ، ومعالمَ توصيفيةٍ وتكوينيةٍ مُكثَّفةٍ ومُتختزلَةٍ في الرؤيةِ والتشكيلِ؛ إذ تُمثِّلُ صورةُ الأنا والآخرِ تجربةً ذاتيةً- فرديةً تبادليةً في سياقٍ لغويٍّ يتحوَّلُ بهما السردُ من الخَفاءِ إلى الكشفِ والتجلِّي، ومن المعاني المُجرَّدةِ إلى المباني المُكتظَّةِ بالدلالاتِ، ومن الباطنِ المخفيِّ إلى الظاهرِ المُعلنِ، ومن التجريدِ الذهنيِّ إلى التجسيدِ الصُّوريِّ، ومن المُنغلقِ إلى المُنفتحِ؛ ومن التلويحِ إلى التصريحِ، ومن الإشارةِ إلى العبارةِ؛ لأنَّ الآخرَ يحملُ قيمًا حضاريةً وثقافيةً وسياسيةً تُقابلُ الأنا في الجُذورِ والبواعثِ والمُؤثِّراتِ، وتُخالفُه في الرؤيةِ؛ لأنهما جوهرانِ مُنفصلانِ في الوجودِ.

  يلفتُني بداهةً سُؤالٌ حواريٌّ: هل صورةُ الآخرِ التي تصطنعُها الأنا غايةٌ في ذاتِها؟ أم أنَّه وسيلةٌ فكريةٌ باللغةِ الناصَّةِ؛ لتحقيقِ غايةٍ ووظيفةٍ خافيةٍ أو مُعلنةٍ؟ وهل تضعُ الأنا الآخرَ هنا بجوارِها المكانيِّ والذهنيِّ والموضوعيِّ أم تُلقيهِ هناكَ بعيدًا عنها في عالمٍ قصيٍّ ضبابيٍّ شائهٍ؟ أم تضعُه هنا تارةً وهناكَ تارةً أُخراةً ؟ أم تضعُه هنا وهناكَ معًا؟ أم تُـلغيهِ هنا وتُقصيهِ منْ هناك؟ وهل يُسهمُ الآخرُ مُساهمةً تأثيريةً بقصديةٍ واعيةٍ في صياغةِ مواقفِ الأنا الآنيةِ والمُستقبليةِ، وتشكيلِ رُؤاها في الواقعِ والوجودِ والعالمِ، وتحديدِ مساراتِ حركتِها العفويةِ الفجائيةِ المُباشرةِ، أو العمديةِ بقصديةِ التفاعُلِ والتواصُل، أو التنافُر والتفاخُرِ والقطيعةِ؟ وهل تختلفُ صورةُ الآخرِ في النصِّ الشعريِّ في الوقائعِ والسلوكياتِ والقيمِ والصفاتِ عن الحقيقةِ الواقعيةِ تعديلًا وتهذيبًا، أو تشويهًا وتحقيرًا وتقزيمًا؟ وهل تختلطُ صورةُ الآخرِ في الأذهانِ والعقولِ بالسَّلبيةِ والعِدائيةِ التي تُغلِّفُها العُموميةُ والصُّورُ النمطيةُ المُستنسَخةُ، أم أنها تستندُ إلى حقائقَ موضوعيةٍ؟

الملفات الإضافية

منشور

2023-09-01 — تم تحديثه في 2023-09-02

النسخ