مشكلات مدينة بغداد واستراتيجيات الحلول

الملخص

نمت مدينة بغداد ومنذ مدة طويلة بشكل سريع لا يتوافق مع نمو وظائفها وخدماته مما انعكس بشكل سلبي على سكانها، إذ أسهمت العوامل السياسية والاقتصادية بدور هام في تهيئة الدوافع لنموها بصورة غير مخططة وفوضوية، فتعطلت الوظائف الطبيعية للمدينة وتحولت الحياة فيها إلى حزمة من الأزمات والاختناقات في كل الميادين، وأصبح من المألوف التعايش مع أزمات نقص مياه الشرب، وقصور الخدمات والمرافق،واختناق المواصلات،وانتشار أحياء الصفيح،وارتفاع كلف السكن، وازدياد البطالة، وتفاقم مشكلة الفقر الحضري، والبحث الدائم من معظم السكان عن الحد الأدنى من الحياة الكريمة في جو محموم من التزايد السكاني، وتدهور مريع للبيئة الحضرية.

ومن المؤكد أن هذه الأوضاع المتردية في المدينة تمثل مرتعا خصبا لتولد مشاكل اجتماعية عديدة لعل في مقدمتها :التعدد الفئوي الاجتماعي الذي يتسم بالتناقض الحاد، والحساسية المفرطة، والتضارب المادي، والاختلاف الثقافي والفكري، ومن الطبيعي أن يكون لذلك ردود أفعال متعددة جُلها سلبية تنعكس على الحياة الحضرية بشكل عام، ومن ثم تفرز أنواع شتى من الإقصاء والتغريب الاجتماعي  والتراجع الحضاري بكل أصنافه.

والتحدي الذي يمثله التحضر لا يكمن فقط في التغير الديموغرافي، بل أيضا، وعلى نحو أوسع نطاقا، في مواجهة واستثمار ما للمدن من أهمية اقتصادية وسياسية واجتماعية وثقافية متنامية، وثمة، في بلدنا العراق، فرص واسعة متاحة لتحسين نوعية الحياة الحضرية، ويحق للمواطنين، في نهاية الأمر، أن يتطلعوا إلى أن تكون بيئتهم الحضرية هي مكان "عيشهم وعملهم ولهوهم". وتحقيق هذا التطلع رهن بحسن إدارة البيئة الحضرية وبمدى فعالية السياسات الحضرية في تسهيل الحصول على المأوى اللائق والعمل والخدمات الأساسية، وفي تأمين بيئة مأمونة ونظيفة، واهم من ذلك كله أن سلامة هذه السياسات مرهونة بإشراك كل الجهات الفاعلة في الميدان الاجتماعي – المكونات المحلية، والقطاع الخاص، والمجتمع المدني – في عملية التنمية الحضرية.

ولان هذه المشاكل أثقلت كاهل المدينة وغيرت بوصلة تقدمها بالاتجاه الخطأ، وهذا ما أردنا أن نكشفه هنا في محاولة لتحليل مشكلات مدينة بغداد وإمكانية إصلاح ما يمكن إصلاحه فتشخيص الخلل عندنا من المؤكد يؤدي دور كبير في الإصلاح لأننا دائما ما لا نعترف بالخطأ مما نرسخه من حيث لا نعلم ومن ثم ضياع الحلول، نطلب من الله العون والتوفيق ومنه السداد.

الكلمات المفتاحية : المشكلات الحضرية،النمو الحضري، الخدمات،الموارد، الفقر الحضري، الامكانيات.