أفعال الكلام ومتضمّنات القول في حوار نوح -عليه السّلام – وقومه مقاربة تداولية في سورة "الشعراء"

الملخص

تجاوزت المناهج النسقية  تلك المناهج السياقية التي تربط النص بخارجياته سواء من خلال ربطه بمؤلفه أو  بالظروف الاجتماعية و السياسية و التاريخية  المحيطة به ؛ لذا تنطلق المناهج النسقية من داخل النّص و إليه تعود وقد بدأ هذا المنحى مع البنيويين الذين  اعتبروا النص بنية مغلقة مع عدم نفيهم لدور خارجيات النص في إنتاجه ولكن مهمة الكشف عن هذه الأخيرة تعود إلى علماء الاجتماع و علماء النفس وعلماء التاريخ أمّا النّاقد الأدبي فمهمته الكشف البنى الصغرى المكونة له و كذا حركية النص و العلاقات التي تربط بين عناصره.

ولأنّ التداولية أحد تلك المناهج النسقية فإنّ ورقتنا البحثية تستقرئ اجراءاتها من خلال أفعال الكلام و متضمنات القول؛ حيث تعد نظرية أفعال الكلام أهم اللبنات التي تأسست عليها الدراسات اللسانية سواء مع مؤسسها "أوستين" أو تلميذه "سيرل" إضافة إلى متضمنات القول التي تنطلق من كوننا نقصد أكثر مما نقول الأمر الذي يدفع المتكلم إلى المضمر الذي يلجأ إليه لأسباب سياسية أو محظورات اجتماعية.....

إنّ ما تسعى إليه هذه المداخلة هو الكشف عن تمظهرات تلك المقولات النظرية  في مدونة قرآنية من خلال مقاربة تطبيقية  لحوار نوح عليه السّلام مع قومه في سورة " الشعراء".