الاستراتيجيات التعليمية لتعلم مهارات حل النزاعات في المدرسة

المؤلفون

  • أ.د. حيدر كريم سكر

الملخص

تعد المدرسة إحدى أدوات المجتمع التي تحقق أهدافه التربوية من خلال جميع العادات السلوكية التي تؤمن للتلاميذ النمو السليم والمتكامل الى جانب الإعداد والتكيف للمستقبل بعد الحصول على النجاح والانخراط في مؤسسات الدولة او مزاولة النشاط الاقتصادي ويتعدى الأمر الى أكثر من ذلك في كثير من الأحيان بحيث يتشكل من خلال التعليم ابرز ملامح المجتمع وتتحدد مكانته في السلم الحضاري، لذا على المدرسة تحقيق جميع ذلك من خلال وسائل وفلسفة تربوية قائمة على أسس معرفية تقوم الجهات التربوية المختصة بتحديدها.

وقد يسعى الابناء المراهقون نحو مزيد من الحرية والسلطة والتحرر الكامل فيما بعد من سلطة الوالدين والاخرين الممثلة بالمدرسة كونها البيئة الاوسع بعد الاسرة التي تحتضن الشخص، لذا نرى هؤلاء الابناء يقومون باعمال مثل الاساءة للغير وخرق النظام والقانون والغلظة في التعامل مع غيرهم او الوقاحة في تصرفهم معهم، وقد يرتكبون اخطاء ويسيئون التصرف عن عمد على الرغم من انهم يعرفون الصواب وقادرون على التصرف الحسن.

لهذا فقد ادى تزايد مظاهر العنف والخلاف والنزاع في المدارس الى ازدياد اهتمام المربين على اختلاف مراكزهم لعملية تعلم وتعليم التلاميذ لمفاهيم حقوق الانسان واتجاهات التسامح بعامة ومهارات حل الخلافات والنزاعات باساليب وطرائق بناءة وايجابية، وتجمع عملية حل كل نزاع قيما نجدها في مفاهيم اخرى، فهي تستمد من مفهوم حقوق الانسان احتراما عميقا لكرامة الانسان ولشرعية كل فرد وقدرته، ومن مفهوم الديمقراطية قيم المشاركة والاستجابة ضمن بيئة عالمية متغيرة، ومن مفهوم السلام قيمة قبول الاخر والرضا بالتفاعل غير العنيف، فحل النزاع هو عملية اتخاذ قرار تهدف الى معالجة النزاع او ادارته او تسويته او حله بطرق تعزز قيم المفاهيم الثلاثة الاخرى.

إن المساهمة في حل هذه المشكلة ستدفع نحو تطوير العملية التعليمية، ذلك إن القضاء على العنف داخل أروقة المدرسة، سيؤدي إلى انصراف الطلبة، والمعلمين، ومديري المدارس، والمسؤولين إلى تجويد تلك العملية، وسيعطي مجالا لازدهار التربية والتعليم , وفي مجالات المجتمع المدني المنشود،

إن خلق مدرسة تقوم على اللاعنف، يعني في نهاية المطاف خلق شخص يحترم الإنسان وحقوقه، فالهدف الأساسي من التربية هو تحقيق النمو والتكامل والازدهار، و هناك طوقا تربويا على الأقل نحو تفعيل التربية وعصرنتها وبث مفاهيم ديمقراطية في العملية التعليمية, ومن هذه المفاهيم إقامة علاقة إنسانية بين أركان التعليم خصوصا بين المعلم والطالب، بالإضافة الى المرشدين التربوين في المدارس لتوجيه سلوك الطلبة وفهم مستوياتهم وحل مشاكلهم بأساليب تربوية حديثة بعيدا عن الأساليب القديمة، المشكلة تظل كامنة في الطالب والمعلم والمدير كونهم مواطنين مازالوا يتأثرون بالمجتمع الذي يعيشون فيه.

لذا يرى المربون في تعليم التلاميذ مهارات حل النزاعات اسلوبا فعالا في القضاء على جميع انماط السلوك العدواني التي تبدر عن التلاميذ في سعيهم لفض الخلافات والنزاعات التي تواجههم مع ادارة مدرستهم ومعلميهم واقرانهم داخل المدرسة، ومع اسرهم ومع ابناء مجتمعهم في حياتهم العامة.

وان الوقاية من العنف خير من معالجته واهم طرق الوقاية تدريب التلاميذ على تفهم وجهات نظر الاخرين وتفهم النتائج الكارثية للعنف وتفهم ان العنف قد يخرج عن السيطرة واعتماد التفاوض لحل الصراع، من هنا جاءت فكرة البحث كمحاولة لكيفية التعامل مع النزاعات والاستراتيجيات التعليمية التي يمكن من خلالها التعامل مع النزاعات التي تحدث في المدرسة

يستهدف البحث الحالي التعرف الى:

1ـ مفهوم حل النزاع

2ـ اسباب النزاع في المدارس

3  مترتبات انتشار مظاهر النزاع بين تلاميذ المدارس

4  مبادئ رئيسية في تعليم وتعلم مهارات الحل الابداعي البناء للنزاعات.

5ـ الاستراتيجيات التعليمية في تعلم مهارات حل النزاع

اعتمد البحث الحالي على المنهج الوصفي القائم على التحليل والتفسير الذي يسعى الى تحديد الوضع الحالي للظاهرة المدروسة ومن ثم وصفها، وبالنتيجة فهو يعتمد دراسة الظاهرة على ما توجد عليه في الواقع ويهتم بوصفها وصفا دقيقا

فدراسة اي ظاهرة، او مشكلة تتطلب وصفا لهذه الظاهرة والهدف من تبني هذا النوع من البحوث هو التوصل الى فهم اعمق للظاهرة المدروسة، ولا يتوقف هذا المنهج عند حدود وصف الظاهرة وانما يتعدى ذلك الى التحليل والتفسيروصولا الى تعليمات ذات معنى تزداد بها المعلومات عن تلك الظاهرة.

الكلمات المفتاحية: الاستراتيجيات التعليمية، حل النزاعات.

منشور

2023-09-01 — تم تحديثه في 2023-09-02

النسخ