القيم التربوية والأخلاقية في فلسفة الامام علي (عليه السلام) في الإصلاح النفسي للإنسان

المؤلفون

  • أ.د. وحيدة حسين علي

DOI:

https://doi.org/10.47831/mjh.v4iخاص.529

الكلمات المفتاحية:

القيم التربوية، فلسفة الامام علي، الإصلاح النفسي

الملخص

    تحتاج المجتمعات البشرية الى مراجعة دائمة لمواجهة الضعف الإنساني الذي يعتري الانسان خلال مواجهته لمعترك الحياة ، فإذا لم تحدث هذه المواجهة بين الأنسان ونفسه يؤدي هذا الى انشطار كبير يتضح مع الأيام على شكل اضطرابات نفسية خطيرة، وتكون قضية الإصلاح النفسي صعبة ويتبدى منهج الإصلاح النفسي والتربوي الداخلي للإنسان المسلم من خلال السيرة العظيمة للأمام علي ( عليه السلام) والتي يتخذها البحث الحالي أنموذجاً حياً وأصيلاً خلال توليه الحكم.

أن صعوبة الإصلاح تظهر من خلال أتجاهين كبيرين لا يمكن التغافل عنه وهما؛-

١- ثقافة مقاومة التغيير ، وتعني التشبث بالوضع القائم ، أذ ليس في الإمكان أبدع مما كان ، وهذا ما يعلق باب الإصلاح خصوصاً في موضوعات الدين وقضايا الاجتهاد ، وهذا ما جابهه الامام رضوان الله عليه.

٢- وجود مراكز قوى تستفيد من الوضع القائم وتخشى من التطور لحماية مصالحها ولهذا. فهي تحارب الإصلاح والتجديد . وهذا ما واجهه الأمام كشرط لتولي مقاليد الحكم في المحافظة على سيرة الشيخين فما كان منه الا الرفض لهذا الاتجاه.

وحتى يتمكن الإصلاح النفسي للفرد لابد من مما يلي:

١- مبادرة القيادات في مواجهة الأوضاع القائمة والهداية للمجتمع والفرد.

٢- ثقافة الانفتاح والإصلاح.

٣- تفاعل الجمهور .

وسوف يلقي البحث الحالي الضوء على سياسة الامام عليه السلام في أرساء مبادئ الإصلاح النفسي والتربوي الداخلي للإنسان المسلم كشرط حقيقي للأيمان باعتباره الرائد الحقيقي لقضية الإصلاح والتنظيم النفسي والتربوي للنفس المؤمنة بالله ورسوله وسيرته العطرة ، من خلال الفترة التي تولى فيها الامام الحكم فالقائد هو من يضع الإصلاح منهجاً للحياة اليومية للمجتمع الذي يحكمه وهذا ما ميزْ فترة حكم الامام، وما هجره غيره من الحكام بشكل عام وكبير للحفاظ على كرسي الحكم على حساب الحق والعدالة والأيمان بالمعروف والنهي عن المنكر والتي كانت بعيدة تماماً عن فلسفة حكمهم التي نشدت الدنيا ومباهجها.

وسوف يضع البحث اهم العلامات البارزة في حكم الامام والتي نشد من خلالها تحقيق الإصلاح والنأي به عما يغضب الله سبحانه وتعالى وسيرة نبيه الاكرم ، وذلك من خلال أتخاذه لخطوات جريئة تماماً وهي:

١-عزل الولاة غير الصالحين.

٢- استرداد بيت المال من الأيدي غير الأمينة.

٣- وضع الرقابة على الولاة والعمال، واستخدام الحزم مع أي انحراف أو مخالفة.

٤- المساواة في العطاء بين الرعية مهما كانوا يمثلونه في عهدٍ سابق .

وقد توصل البحث الى الصعوبات البليغة التي واجهت الامام (عليه السلام) في سبيل تحقيق مبادئه التي صمد لأجلها رغم كل التحديات الشائكة . وذلك من خلا ل قوله ( تأمروني أن أطلب النصر بالجور فيمن وُليت عليه ؟ والله لا أطور به ما سمر سمير وما أتم نجم في السماء نجماً لو كان المالي لسويد بينهم ، فكيف والمال مال الله ) ولولا قدرته الهائلة وحصانته الفذة في تحقيق مبادئ الإصلاح النفسي والتربوي للإنسان لمرضاة الله وتحقيق مبادئه التي يدين بهل لما أستطاع تحقيق هذا النصر البليغ رغم ما تعرض له من عنت وجور وسوء فهم واتهامات كبيرة ممن حوله وكان من نتيجتها حروب الجمل وصفين والنهروان ، واستنتج البحث بأن سيرة الامام خلا ل توليه مقاليد الحكم كانت تتميز بإرث عظيم ومنعطفات تثير الدهشة والانبهار لشخص كبير لا يمكن ان يتكرر في تناوله لمفردات الإصلاح والنهي عن المنكر ومجابهة الهوى والاطماع التي يواجهها كل أنسان ، وهو بهذا يكون قد قدم للبشرية ( تجربة غير عادية) في ممارسة الإصلاح النفسي والتربوي الداخلي للإنسان ، وإقامة مرتكزات العدل الرشيد وكما قال عليه السلام ( أيها الناس فأني ما فتأتُ غير الفتنة ولم يكن ليجترئ بها غيري بعد أن مرج غيها وأشتد كلبها)

وقدم الأمام الأسطورة أعظم مثل يحتذى به في الإصلاح النفسي والتربوي للإنسان لدرجة انه قدم حياته ثمناً لهذا التوجه البليغ، في محراب صلاته وسلام الله عليه يوم وُلد ويوم أُستشهد ويوم يُبعث حياً .

ويحاول البحث تقديمه كأنموذج ثر ْرغم الأدراك الموضوعي في صعوبة الاحتذاء ولو ببعض ما تناولته سيرته العطرة ، ويكفينا أن نقدمه محبة واعتزازاً وثقة في الله وخلقه." وعسى ان يكون في هذا بعض الذكرى وأثارة للصورة المثلى .

الملفات الإضافية

منشور

2024-08-19